ahmed
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ahmed


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الأم مدرسة.. ولكن!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 105
تاريخ التسجيل : 06/03/2009

الأم مدرسة.. ولكن! Empty
مُساهمةموضوع: الأم مدرسة.. ولكن!   الأم مدرسة.. ولكن! Emptyالسبت مارس 14, 2009 10:56 pm

يأتي عيد الأم كل عام بمشاعر فياضة من جانب الأبناء والبنات نحو الأمهات، بل ومن جانب الأمهات الصغيرات والآباء الصغار نحو أمهاتهم الكبيرات ونقدم الهدايا لأمهاتنا بل ونتلقي الهدايا من أبنائنا.. ولكن، وبالرغم من أننا نعرف جيدا فضل أمهاتنا علينا ونقدم قلوبنا الفياضة بالعرفان لهن قبل هدايانا، غير أننا حين نتلقي الكلمات المليئة بالعرفان والهدايا من أبنائنا وأحيانا ممن هم مثل أبنائنا ­ نتساءل كثيرا بداخلنا هل نستحق فعلا هذا التقدير؟، وهل نحن لأبنائنا مثلما كانت لنا أمهاتنا؟، وهل نحن نحبهم بطريقة صحيحة أي نحبهم لأنفسهم، أم نحبهم لأنهم ضمن ما نملك وما نستطيع أن نحكم فيه؟، ونتساءل أيضا: كيف نتعامل معهم؟، وهل هم متنفس لغضبنا، أم جزء من بهجة حياتنا، أم شر لابد منه، أم مسئولية علي عاتقنا، أم مشاركون فعالون في حياتنا؟.. كما تدور في رأس كل أم أسئلة مثل: كيف أربيهم؟، وهل أدللهم أكثر من اللازم؟، وهل أقسو عليهم؟، وهل أنا بالفعل مدرسة كما لابد أن أكون؟!.
(الأم مدرسة.. إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق).. هكذا كتب أحمد شوقي وهي في رأيي حكمة عميقة لها مغزي قبل أن تكون جميلة الصياغة.. الأم مدرسة ولكن هناك شرط لذلك وهو أن تعد لأن تكون مدرسة جيدة يتخرج منها جيل جيد.. ويبقي أن تعكس البيت لتفهم المعني بدقة فتقول (الأم مدرسة.. إذا لم تعدها خرج جيل ضحل العقل، ومشوه النفس). ويرجعنا هذا إلي تساؤلاتنا عن أنفسنا وعما نفعل بأولادنا وما إذا كنا قد تلقينا إعدادا عن (كيف أصبح أما) أم اعتمدنا نظرية (الأم بالغريزة) و(التربية بالفطرة) و(عشوائية) التعامل مع أبنائنا أطفالا كانوا أم مراهقين أم شبابا؟، وهل نلوم أنفسنا علي ما يصدر من أبنائنا من سلوكيات سلبية كما يقدرون هم تعبنا معهم لمساعدتهم علي النجاح؟ أم نعكس الآية ونحسب أنفسنا سببا في نجاحاتهم وأن أي إخفاق يكون سببه ما يقومون هم به وعدم التزامهم بقواعدنا ونصائحنا؟

***

في الحقيقة.. هناك إجابات واضحة لابد أن نواجه بها أنفسنا، وبخاصة في عيد الأم، فهي مناسبة لمحاسبة النفس من جهة كل أم، وكل أب أيضا حتي إن لم يكن يتلقي الهدايا ليعرف كل منا واجبه أولا ثم يحاسب ذاته في ضوء ما عليه تجاه.. ليس هؤلاء الذين أنجبناهم في هذه الحياة فحسب: بل والذين ينظرون لنا كأمهات وآباء. هؤلاء الذين يفاجئوننا بالهدايا، أو يهنئوننا يوم عيد الأم ويعتبرون لنا دورا في حياتهم. واجبنا تجاه كل هؤلاء هو أن نجيب علي تساؤلاتنا بأمانة ونقيم أنفسنا في ضوء هذه الإجابات.
كانت مقولة سقراط الشهيرة هي أعرف ذاتك ، وكان يؤمن أن معرفة الذات هي بداية كل معرفة.. وهذا يقودنا إلي السؤال الأول وهو: هل تعرف ابنك؟، وهل هو إنسان متكامل حتي إن كان لا يزال طفلا صغيرا له مشاعر وفكر ونظرة خاصة وله ما يميزه عن غيره وعن والديه أيضا من الشخصية المستقلة التي تتحدد معالمها وتظهر شيئا فشيئا كلما ينمو؟. وإذا كنا نؤمن بهذا فهل نحن كوالدين لهذا الابن أو الابنة نساهم ونساعد علي بناء تلك الشخصية الجديدة بمعالمها الفريدة وجمالها المستقل؟ أم نفرض عليها نظرتنا وشكلنا وملامح شخصيتنا وأفكارنا ومزاجنا بل وحتي ذوقنا؟، وهل نرقب تلك الشخصية الوليدة بوعي وذكاء لننمي ملكاتها هي ونشجع مواهبها، بل ونحاول علاج مشاكلها؟ أم نعمل فيها بأيدينا ومعاولنا لنشكل منها ما قد حلمنا به ­ ربما لأنفسنا ­ ولم نستطع تحقيقه؟ أو ننحتها لتصبح ما نفتخر به أمام هذا وذاك؟.. هل نعرف أولادنا حقا أم أن لهم أصدقاء ومعلمين، بل ومن الجيران أحيانا من يعرفهم أكثر منا؟. وإجابة هذا السؤال تتطلب منا وكما قال سقراط أن نتعرف علي ذواتنا أولا ثم نتعرف علي أولادنا.

***

والسؤال الثاني الذي ينبغي أن نسأله لأنفسنا هو: هل نحترم أبناءنا؟. إن كنا نستخف بوجهة نظرهم باستمرار، ونأخذ الرأي المضاد دائما، ولا نسمعهم جيدا، ولا نحترم خصوصيتهم، بل نبحث في أدراجهم ونتلصص علي مكالماتهم ونتدخل في كل شئونهم بدافع الريبة إن كنا كل ما سبق أو بعضه فالإجابة (لا) وهي إجابة خاطئة، والإجابة الصحيحة لابد أن تكون (نعم نحترمهم) والدلائل أننا نعطيهم فرصة جيدة للتعبير عن آرائهم مهما كانت، ونترك لهم حرية الحركة والخصوصية، وحرية الاختيار، كما نحترم مشاعرهم ونحترم اختياراتهم وأصدقاءهم وذوقهم مهما اختلفنا معهم. وحيث أننا نعرفهم ونعرف إمكانات كل واحد منهم وقدراته فنحن نحترم إنجاز كل منهم حسب ما يستطيع ولا نقلل منه ولا نقارنه بغيره لأننا نحترمه هو ونعرفه هو.
والسؤال الثالث هو: هل نتواصل مع أبنائنا بطريقة صحيحة؟. إن كنا نلجأ للعنف قبل التفاهم، والكلام قبل الاستماع، وفرض القواعد دون مناقشتها، والأوامر المنتهية دون الإقناع بها.. وإن كنا نعاقب ونثيب دون دراسة، وننهي المناقشة دون نتيجة فالإجابة هي (لا) وهي إجابة خاطئة.. أما إذا كنا قد قرأنا ونطبق شيئا عن مهارات التواصل اللفظي وغير اللفظي، وعرفنا معني التحكم بنبرات صوتنا، ومتي نتكلم ومتي نصمت؟، وماذا نقول في كل موقف؟، وكيفية التواصل مع الطفل وكيفية التواصل مع المراهق؟، وكيف تختلف طريقة التواصل من ابن لابن ومن ابن لابنة؟، وكيف نشجع؟، وكيف نحذر؟، وكيف نمنع ومتي؟..
إذا كنا نعرف أبناءنا جيدا ونحترمهم سيكون من السهل التواصل معهم وسنعرف هذه الإجابات ونستطيع بثبات أن نجتاز هذا السؤال أيضا.

***

وقد يبدو هذا السؤال غريبا بعض الشيء، ولكنني شخصيا أسأله لنفسي كثيرا جدا وهو: كيف يراني أبنائي؟، وهل يرون في أمهم وجها باسما، وحانيا، ورقيقا، ومهتما لحالهم، ومشفقا عليهم من همومهم، وساعيا لسمع شكواهم.. أم يرون وجها قاسيا، ضجرا، مهموما، يخافون أن يثقلوا علي صاحبته، ويهربون من ملاقاة تلك العيون النارية المليئة بالغضب من شقاوتهم، وتلك النظرات الحادة التي تحذر وتنذر بالشر المستطير القادم إليهم؟. وأتساءل هل أكون أحيانا الوجه الأول وفي أحيان أخري الوجه الثاني؟.. جائز جدا.. إذا ما الوجه الأكثر تواجدا في عيني أبنائي؟.
إذا كان الأول هو القاعدة فقد أنجح في إجابة السؤال.. ولكنني أعود وأسأل نفسي عن كيف يرونني في مجتمعهم؟، وماذا يقولون عني في داخل أنفسهم ولأصدقائهم؟، وهل يرونني الأم التي يفتخرون بها؟.. الأم التي يحكون عن إنجازاتها المبدعة حتي وإن لم أكن هكذا وبعيونهم يرونني الأقدر علي فعل هذا، والقيام بذاك العمل، والأفضل في حل تلك المشكلة، وصاحبة الرأي السديد، وغير ذلك من الأمور كما لا زلت أنا أري أمي؟!. وإذا كانوا حقا يرونني هكذا فسوف لا أحقق مجرد نجاح بل تفوق منقطع النظير في هذا السؤال أيضا.

***

هناك أسئلة أخري أيضا نحتاج أن نجيب عليها في إطار تقييم الذات لكل الأمهات بمناسبة عيدهن.. نطرحها في اللقاء القادم إن شاء الله.. وهي أسئلة وإجابات يمتنع الأبناء من غير الآباء والأمهات عن قراءتها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://happymotherday.yoo7.com
 
الأم مدرسة.. ولكن!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حكم إهداء الأم في ما يسمى بعيد الأم
» عيد الأم ينكأ جراح الأم الفلسطينية
» حكم إهداء الأم في ما يسمى بعيد الأم
» :: قلب الأم .. قصيدة بمناسبة عيد الأم
» عيد الأم العربي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ahmed :: احلى ام :: الام-
انتقل الى: