Admin Admin
المساهمات : 105 تاريخ التسجيل : 06/03/2009
| موضوع: عيد الأم ينكأ جراح الأم الفلسطينية الإثنين مارس 09, 2009 5:16 am | |
| عيد الأم ينكأ جراح الأم الفلسطينية ........... - يأتي عيد الأم في الحادي و العشرين من آذار، كل عام، لينكأ جراح كثير من الأمهات الفلسطينيات، ويذكّرهن بمعاني وذكريات أليمة. لا متسع فيها للفرح، سيما وأن بعضهن أصبحن يحملن أعباء مضاعفة لتعويض غياب الأب والزوج والشقيق والإبن، الذي أسرته أو قتلته قوات الاحتلال الإسرائيلي. فها هو العيد يحل هذا العام وأم كمال، زوجة الشهيد حسن علي شاهين،
من بيتونيا، غرب رام الله، في الضفة الغربية، لم تفق من صدمة رحيل زوجها أبو كمال، الذي قضى في شهر كانون الأول-ديسمبر2000 بضربة على الرأس بأداة حادة، على أيدي مستعمرين في القدس، أثناء عودته من العمل. ووجدت أم كمال نفسها مسؤولةً عن ثمانية أفراد في بيتهم الصغير، بعد أن لملمت جراحها وذكرياتها مع الراحل، وجففت دموع أبنائها، واجتمعت معهم وأطلعتهم على ما ستؤول إليه الأمور بعد الساعة. وتقول أم كمال: إن هموم الأولاد تكبر معهم، ومطالبهم لا تنتهي، فتزداد إرهاقاً، وتحاول تدبير شؤونهم في ظل غياب والدهم قدر المستطاع، مع تنبيههم بشكل دائم إلى ضرورة المحافظة على ذكرى والدهم الشهيد. وبعد رحيل الوالد بسنة واحدة، التحق الولدان الكبيران بمدرسة صناعية لتعلم مهنة الحدادة والنجارة، بهدف مد يد العون لبقية الأخوة، إلاّ أن ذلك لم يأت بدعم اقتصادي بعد، لتجد أم كمال نفسها من جديد عاجزةً أمام ما تعانيه ابنتها أمل، المعاقة عقلياً، من حزن واكتئاب لفقد أبيها. ورغم إصابتها بمرض الغضروف، ترى أم كمال أنها مسؤولة عن كل ما يتعلق بالبيت، فتزاحم طوابير المواطنين المصطفين لدفع فواتير الكهرباء والماء، وتتوجه إلى محلات البيع التي تخص الرجال والنساء، تبتاع ما يلزم لتلبية رغبات الأولاد، وحتى كريم الشعر "الجلّ" تشتريه هي، بحكم أنها القادرة على الإدارة والتدبير. كذلك كان حال المواطنة سوزان دعنا (35 عاماً)، من مدينة الخليل في الضفة الغربية، زوجة الشهيد الصحفي مازن دعنا، الذي استشهد في العراق قبل عامين، وخلّف وراءه ولدين وبنتين، أكبرهم يبلغ من العمر 12عاماً. لقد وجدت الأم نفسها، بعد استيعاب الفاجعة، أمام أعباء الحياة الكثيرة، رغم أنها كانت تتحمل الجزء الأكبر من المسؤوليات في حياة مازن، بحكم عمله الذي كان يتطلب وقتاً كبيراً. وتقوم سوزان، اليوم، بدور الطبيب النفساني لأطفالها، خاصةً لابنتها سارة، ابنة السنوات التسع. وبيّنت الأم أن سارة، التي لا تتوقف عن السؤال عن أبيها، وتنتابها الكوابيس أثناء الليل، لم تترك زاويةً في الغرفة إلاّ ووضعت فيها صورةً لوالدها أو لعبةً من اللعب التي كان يجلبها لها، لدرجة أنها تصاب بحالة شديدة من الغضب عندما يلمسها أحد، مرددةً: "هذه اللعبة من بابا". ولا يختلف وضع أم جهاد عمر (38 عاماً)، من قراوة بني زيد، غرب رام الله، عن حال من سبقها من الأمهات الفلسطينيات، وإن كانت ترى أن حالها أفضل من غيرها، وذلك ببقاء زوجها ناصر عمر على قيد الحياة، بالرغم من إصابته الخطيرة برصاصة دمدم على يد قناص إسرائيلي في عام 1990، أدت إلى بتر ساقه اليمنى. ففي "الكانتين" الصغير، القائم أمام المدخل الغربي لمستشفى رام الله، كانت أم جهاد منهمكةً في تنظيف محلها الصغير وما يحيط به، لتتوقف عن ذلك عندما يأتي زبون ما لشراء علبة حلوى لمعايدة مريض ما، أو شراء كوب شاي أو قهوة، وقد بدا عليها التعب. وتعمل أم جهاد بكد أكبر في دكانها الضيق بعد غياب الزوج القسري، الذي يسافر للعلاج في الخارج، من تقرحات تظهر في موضع الإصابة. وتترك هذه الأم في البيت طفلين ترعاهما جدتهما، بينما ينتظر عودتها أطفال أربعة، لتجهز لهم الطعام أيضاً، بعد يوم دراسي طويل. ولا تنكر أم جهاد أنها لا تقوم بالواجب تجاه أبنائها كما يجب، في بعض الأحيان، وأنهم يتذمرون كثيراً من غيابها. غير أنها تقول: "ما باليد حيلة"!. وفي مكان آخر، بدت علامات الحيرة على خلود عاصي (27 عاماً)، من بيت لقيا، غرب رام الله، وهي زوجة الأسير فهمي عاصي، الذي يقضي حكماً إدارياً في سجون الإحتلال منذ ثلاث سنوات. فهي لا تعرف إذا كان سيفرج عن والد طفلتيها رشا وربى، في شهر أيار-مايو المقبل، أم لا، وهي تأملفي ذلك لتستريح من المسؤوليات الملقاة على كاهلها. ولم تخف الأم أن همها الأكبر إذا، لا سمح الله، جدد الحكم، كيف ستجيب على تساؤلات رشا (7 سنوات)، الشديدة التعلق بوالدها، والتي وعدت والدتها بهدية كبيرة، ستشتريها لها عندما يخرج والدها من المعتقل ويصحبها إلى السوق. وقد تضاعفت المسؤوليات والهموم على كاهل خلود، بعد اعتقال الزوج، سيما وأنها التزمت بعمل يحتاج لثماني ساعات من وقتها ووقت البنات، وترى نفسها كذلك مسؤولةً عن الإيفاء بإيجار البيت، ودفع الفواتير وما يتراكم عنها، وابتياع كل ما يلزم البيت من ضروريات وغيرها. | |
|