Admin Admin
المساهمات : 105 تاريخ التسجيل : 06/03/2009
| موضوع: عصرنا و عيد الام الجمعة مارس 13, 2009 11:21 pm | |
| تعود بداية هذا العيد في عصرنا الحديث إلى فتاة أمريكية من بلد/ جرافتون / في ولاية ( فرجينيا الغربية ) تسمى ( جان غارفس ) كانت أمها معلمة سابقة غرست في قلبها مودة لا تبلى وثقافة لا تنسى فلما شبت هذه الفتاة ، كانت تشعر أنها ثمرة من ثمرات أمها الطيبة وأنها لو لا تلك الأم الفضلى لم تكن شيئاً ففي سنة ( 1907) م دعت جماعة من نساء قومها إلى احتفال تكرم فيه ذكرى الأم . على أن تذكر كل فتاة أو سيدة ذلك اليوم السعيد ، أمها التي جاءت بها . استجاب لدعوتها قومها وقدروا شعورها وتفكيرها ، كانت أزاهير القرنفل شعاراً لذلك اليوم الموعود ، فمن كانت في الحفل وأمها في الحياة زينت صدرها بزهرة حمراء ، ومن غيب أمها الموت حملت زهرة بيضاء . وقد حيرت المحتفيات إحدى السيدات إذ كانت تزين صدرها بزهرتين من اللونين ، فلما رأت الحيرة والعجب في بعض الوجوه قالت : إنني أتجمل بالزهرتين لأن أمي وغن غاب عني جسمها فهي معي بروحها !........ولما رأت الفتاة غارفس أن دعوتها هذه تلقى القبول والرضا ، مشت في البلاد تبشر به حتى اعترفت حكومتها بقداسة هذا اليوم وقرر مجلس النواب أن يكون الأحد الثاني من شهر أيار في كل عام عيداً للأمهات يشترك فيه الشعب والحكومة . لقيت هذه الدعوة الحميدة شيوعاً في البلاد العربية ، وأول دولة عربية استجابت لهذا العيد هي مصر ، وكذلك سورية الحبيبة فالرئيس الخالد حافظ الأسد قرر بتعطيل كل الدوائر والمؤسسات الرسمية في يوم عيد الأم اعترافاً لها بالفضل ، ففي (21) آذار نحتفل بعيد الأم ، وهو أول أيام الربيع فالأم ربيع دائم وعطاء متجدد ، أحببناها قبل أن نراها ، غذتنا قبل أن تتعرف علينا . لو عدنا إلى الديانات السماوية لرأينا تعاليمها تأمر بتكريم الأم وإطاعتها وتبجيلها كقول الكتاب المقدس ( أكرم أباك وأمك لكي تطول أيامك على الأرض التي يعطيك الرب إلهك ) ( لاويين 19: 3) ( امرأة فاضلة من يجدها لأن ثمنها يفوق اللآلئ ) ( أمثال 31:10) . ( أما المرأة المتقية الرب فهي تمدح . أعطوها من ثمر يديها ولتمدحها أعمالها في الأبواب ) ( أمثال 31: 30-31) . لو حاولوا تقدير الجهد المادي للأم من الزواج حتى الممات من ( حمل – ولادة – تربية – طهو – خياطة – تنظيف – ترتيب ) مهما كانت صحتها ووضعها ، ولو حاولوا حساب أجر لساعات عملها مثلما يحاسب العمال والغير لهرب الرجال والأولاد خوفاً من الأجرة الكبيرة المطلوبة . ولكن بعد قليل سيرجعون مطمئنين باسمين لأنهم عالمين لا مطالبة ولا محاسبة . لأن الأم دون الناس تقوم بأية عمل أو مهمة أو خدمة بدون أن تريد حتى كلمة شكر فهي لا تريد لهم إلا السعادة والهناء والتوفيق ، الأم تؤثر أولادها على نفسها ، تعيش لهم وتجود بنفسها من أجلهم ليسعدوا ، ترضى بالقليل ليفوزوا بالكثير ، وتعفو عن كبائرهم مهما تعنتوا وضلوا فمن ها هنا ينبغي أن تقدس الأمهات وان يعترف لهن بالفضل . لقد مرت الأم في خطوب الزمن محفوفة بقداسة الدين ، وأكب الشعراء والحكماء على معنى الأم وسرها ، وتغنى الشعراء بذكرها ورويت عنها الأعاجيب في القصص والحياة . ففي عهد سليمان الحكيم اختلفت اثنتان على أمومة طفل ولا ريب في أن إحداهما ادعت هذه الأمومة زوراً ، فلما احتكمتا إلى سليمان الحكيم ، أمر باجتماع المرأتين والطفل ثم أمر بأن يشطر الطفل شطرين وتأخذ كل منهما نصيبها فرضيت المدعية الكاذبة ، وأما الأم الصادقة فقد بكت وصرخت : إنه لها .....دعها تأخذه ولا تشطره . فأعطى الطفل لأمه ، الأم الصادقة . ولعل العرب كانوا من أصدق الأمم شعوراً في حب الأم وبرها ، وإذا تتبعنا لغتهم ......واللغة مرآة للحياة الروحية والاجتماعية في كل أمة . وجدنا فيها من الألفاظ ما يعبر عن العلاقة بالأم والشعور نحوها حتى كان من كلامهم : إن اليتيم من فقد أباه وحده ، فهو لا يشعر بيتم حقيقي إذا كانت أمه في الحياة ، أما إذا فقدها فيوصف باللطيم ، إشارة إلى اللطم وصك الوجه حزناً عليها ، فقد تكون له بحنوها وإيئارها وفدائها أما ً وأباً . فما أبلغ كلمة نابليون في الأم حين قال : الأم التي تهز المهد بيمينها تهز العالم بيسارها .
| |
|