Admin Admin
المساهمات : 105 تاريخ التسجيل : 06/03/2009
| موضوع: في تقرير للدائرة الإعلامية بوزارة الأسرى بمناسبة عيد الأم الثلاثاء مارس 10, 2009 1:25 pm | |
| كشف تقرير للدائرة الإعلامية بوزارة شؤون الأسرى والمحررين اليوم، عن أن 18 أسيرة فلسطينية من الأمهات يُعانين من قسوة السجان الصهيوني، ومرارة الحرمان من الأبناء.
وأشار التقرير الصادر بمناسبة عيد الأم، إلى أن خمسة عشر يوماً من الإضراب عن الطعام والعزل الإنفرادي خاضتها الأسيرة "عطاف عليان"، التي تخضع للاعتقال الإداري في سجن الرملة هذه المرة، ليس هدفه تحسين شروط حياة الأسيرات السيئة داخل السجن، ولا المطالبة بإدخال أغراض كالمأكل والملبس التي تحرمهن إدارة السجن من دخولها، ولكن الهدف هذه المرة كان احتضان الأسيرة "عليان" لابنتها "عائشة" ذات الستة عشرة شهراً، وضمها إلى حضانتها داخل أسوار السجن البغيضة التي بالكاد يقوى عليها الكبار الراشدون المناضلون، فما بال الأطفال الرُضع!؟
وكانت سلطات الاحتلال الصهيوني قد اختطفت الأسيرة "عليان" من منزلها في رام الله في الضفة الغربية وأمام أبنائها وأصغرهم الطفلة الرضيعة "عائشة" التي حُرمت من حنان أمها ورعايتها، وبقيت في رعاية والدها "وليد الهودلي" الذي أكد أنه يشعر بالمرارة بعد أن أصبحت طفلته الرضيعة في الأسر، لتصاحب والدتها الأسيرة في زنزانة لا تتجاوز المتر والنصف، ولكنه فعل ذلك ليُريح زوجته الأسيرة بحضانة ابنتها، واصفاً الأمر بأنه صعب للغاية عليه ويُسبب له إرهاقاً نفسياً وحياة صعبة.
ووفق التقرير، فإن حالة الأسيرة "عليان" ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في ظل احتلال صهيوني يسعى دائماً إلى ممارسه الضغط النفسي والجسدي على الأسيرات الفلسطينيات، من أجل زيادة معاناتهن وكذلك تدمير الشخصية والحالة النفسية للأسيرة، بهدف تخريب البيئة الاجتماعية والنفسية لكافة الأسيرات، وتدمير شخصية الأسيرة لتُصبح غير قادرة على العطاء والبناء، وتفقد الثقة بوطنها وشعبها.
وأكد أن الأم الفلسـطينيـة تسـتقبل عيد الأم هذا، الذي خصصـه العالم لتكريم الأم، بمرارة وحزن فهو في حياتها شـكل آخر، يُترجم لحظات الألم التي تعيشـها جراء فقدان زوج أو ابن أو أخ، فبدل التوجـه إلى الاحتفال، فإن أمهات فلسـطين في هذا اليوم يتوجهن إلى المقابر وإلى السـجون، وكل منهن تقاوم حزنها، كون أن ابنها شـهيداً أو أسـيراَ يتحدى السـجان بقوة إرادته.
وفي هذا الإطار قالت "أم أحمد" والدة الأسير "أحمد البكري" أنها تعيش بمرارة منذ أن دخل ابنها السجن وزُجَّ به في المعتقلات، حيث أنها فقدت أكبر أبنائها في لحظة واحدة.
وأشارت إلى العذاب الذي ذاقته طوال هذه السنين، عندما تتذكر المواقف الحميمة التي كانت تجمعها مع ابنها، وخاصة في عيد الأم، عندما كان يدخل عليها ويُقبل يديها ويُهنئها بالعيد، مؤكدةً أن الشعور بحجم المأساة التي تعيشها أمهات الأسرى لا يُمكن وصفه، ولا يُمكن تصوره.
وحول شعورها عندما تلتقي مع ابنها داخل السجن، أكدت أن شعورها عبارة عن مزيد من الفرحة والألم في آن واحد، الفرحة بلقاء الحبيب، والألم عندما تُشاهده خلف القضبان وما تُمثله هذه القضبان من معاناة وحسرة وألم وعذابات، وأن الأسرى دفعوا الثمن باهظًا وقضوا زهرة شبابهم خلف القضبان.
وأشار تقرير الدائرة الإعلامية بأنه عوضاً على أنه يوجد الآلاف من أمهات فلسطين يفتقدن أبنائهن، فالآن هناك العشرات من الأبناء يفتقدون في هذا اليوم أمهاتهم اللواتي تم تغيبهن قصراً وراء القضبان، وفي عتمات الزنازين الرطبة البائسة.
ووفق التقرير، فإن إحدى الأسيرات الأمهات أم لتسعة أطفال، وهي "زهور حمدان" من مدينة نابلس، وأن شقيقتها "زكية" كانت معتقلة إدارياً، وهي أم لأحد عشر ولداً، قبل الإفراج عنها.
وأضافت الدائرة الإعلامية بأن أبناء الأسيرات يفتقدون أمهاتهم في يوم الحادي والعشرين من آذار/مارس في كل عام، حيث تواكب ذكرى عيد الأم، فخلف قضبان السجن الصماء تعيش (117) أسيرة فلسطينية، موزعات على سجون (تلموند) و(هشارون) والرملة من بينهن (22) أسيرة متزوجة، و(18) أسيرة منهن أم لديها عدد من الأبناء.
ويبلغ عدد أبناء الأسيرات الأمهات جميعهن أكثر من 60 من الأبناء والأمهات الأسيرات، يُحرمن من زيارة أبنائهن الأطفال بحجج أمنية واهية، ومنهن من لم ترَ أطفالها منذ سنوات، كالأسيرة "سونا الراعي" من قلقيلية التي لم تُشاهد ابنها الوحيد سوى مرة واحدة طيلة انتفاضة الأقصى.
وتعيش الأسيرات الأمهات في السجون الصهيونية حالة نفسية صعبة جداً نتيجة القلق الشديد والتوتر والتفكير المستمر بأحوال أبنائهن، وكيفية سير حياتهم بدون أمهاتهم، والأكثر قسـوة بالنسـبـة للأم الأسـيرة هو عندما يكون زوجها أسـيراً هو أيضاً، حيث يعيـش أطفالهما دون أي رعايـة منهما، حيث يوجد في السـجون الصهيونيـة من بين الأسـيرات (4) أسـيرات أزواجهن أيضاً في السـجن، مثل حالة الأسيرة "إيرينا السراحنة"، وهي روسية مسلمة، ويعيش طفلاها مع جديهما بعد اعتقال والداهما.
وأفاد التقرير، بأن عيد الأم يمر على الأسيرات الأمهات ولا يزلن يُعانين من قهر الأسر وظلم السجان، فها هي المرأة الأم تحتفل بيوم عيدها وقلبها مليء بالآلام والأحزان، ففي الوقت الذي تحتفل فيه جميع أمهات العالم بعيد الأم، تُحاصر الأم الفلسطينية الأسيرة بالدموع، تحلم بيوم تتحرر فيه وتحتفل بهذا اليوم مع أبنائها، وهي تحتضنهم وتتقبل منهم الورود والهدايا في هذه المناسبة.
تعيش الأسيرة مرارة السجن ومرارة الحرمان من الأبناء والأهل، فحياة الأسيرات داخل السجون والمعتقلات في الكيان الصهيوني مليئة بالمضايقات والاستفزازات والحرمان، حتى من التعليم، حيث لا زالت إدارة السجون مستمرة في المماطلة بالسماح لأربعة أسيرات داخل السجن بالتعلم وتقديم امتحانات التوجيهي.
| |
|