Admin Admin
المساهمات : 105 تاريخ التسجيل : 06/03/2009
| موضوع: في عيد الأم : الحرمان من عاطفة الأمومة ... لحظات قاتلة !! الإثنين مارس 09, 2009 5:26 am | |
| الأم " كلمة تحمل كتلة لا حدود لها من معاني الحب والحنان والعطف، كلمة لا تعرف حدود الحرمان، لا نمل جميعا من تكرارها، بل تزداد كل يوم ارتقاء وسمو ورفعة وتظل سرا غامضا يكتنز دفء الحياة بأكملها. " شبكة شباب اليمن " تتلمس في يوم الاحتفال بعيد الأم مشاعر عدد من الزوجات حرمن من الإحساس بهذه العاطفة التي يتجدد لها الحنين في كل لحظة ويتضاعف في هذا اليوم الذي تنتظر فيها الأم لمناداتها بهذا الكلمة أو ابتسامة أو تهنئة كما يفعل الآخرون.
* قسوة القدر :ـ
الوقفة الأولى كانت مع " صفاء" التي مر على زواجها ثمانية عشر عاما وشاءت لها الأقدار أن تظل زوجة فقط وتنتظر لمفاجأت القدر بأن تصبح أم تسهر وتتعب وتربي وتخاف وتقلق كما يحدث لمن حولها. تقول ألام / صفاء أنها مؤمنة بقدرها لكنها حتى اللحظة مازالت محتفظة بأسماء مواليدها وبعدداً من الملابس الطفولية التي منت النفس بالحصول عليهم في لحظة خاطفة قد تذهب بها إلى الطبيبة لتبشرها بقدوم طفل أو طفلة، وتشعر صفاء بحلاوة عيد الأم عندما تغمض عيناها وتتخيل أن طفلتها البكر قد سارعت لإهداءها ما يعبر عن حبها وتقديرها لوالدتها فيما يسعى الطفل الثاني بتقبيلها وفتح غلاف الهدية التي يتمنى أن تنال إعجابها، وبعد أن تفتح عيناها تجد صفاء انه واقع مؤلم لا مفر منه ولكلا نصيبه في الحياة وهي تهدي في ختام حديثها تحية إجلال لكل أم. يختلف وضع الأخت / أمل قليلاً عن ألام " صفاء" وذلك أن أمل كانت قد تهيأت بأن تكون أماٌ ولكن خطأ طبي من أحد الدكاترة ضيع الأمل الذي كانت تحمله أمل حيث أعطاها دواء على أثره توفي الجنين بداخلها وبغرض التخلص من بقايا ذلك الجنين عجز وضعها الصحي عن الحمل مرة أخرى وحتى اللحظة ومنذ عشرة أعوام وأمل تنتظر الأمل المقتول بداخلها، تتأسف للحظات التي ذهبت فيها إلى الطبيب الذي كان سبب في حرمانها من أن تكون أم كما تقول وتشعر بمرارة هذا الوضع بشكل دائم ومستمر وفي كل عيد ام تقول امل كنت سأصبح أم لولا.... أما بالنسبة لـ الأخت / بدور فقد طافت كثير من بلدان العالم بهدف العلاج لتظفر بطفل تحلم أن يكبر ويتعلم ويكون العصا الذي تتوكأ عليها من تقلبات الدهر ونوائبه لكن محاولاتها فشلت وحرمانها من دور الأم بات أمراً واقع خاصة وإنها قد تقدمت في السن كثيراً لكن ليس معنى ذلك أن الحياة أصبحت معتمة فهي تعيش بين الأطفال يومياً لأنها تعمل في إحدى رياض الأطفال التي تستمتع بمناداتها بكلمة (ماما) من كثير من الأطفال الذين تعودت على التواجد معهم، قد لا تحمل الكلمة من هؤلاء الأطفال مدلولها الحقيقي لكنها تخفف ضغط الفراغ الذي تعيشه "بدور" في كل الأحوال .
* الأمومة مرفأ الأمان : ـ
تظل الأم المرفأ الذي يشتاقه جميع من تستهويه نفسه للبحر والسفر، وتظل هي مجموعة من مشاعر الخوف والقلق والتوتر الدائم على كل من حولها تخفي أمورا كثيرة تقلقها، وتؤثر غيرها على كل ما تحتاجه وتتمناه كي تجد سعادة أطفالها وأسرتها واقع تعيشه لا تبحث عنه. تشير الأخت / سلام إلى أن موضوع الحمل يقلقها كثيراً فهي متزوجة منذ ست سنوات لكن أملها كبير في أن تظفر بعدد من الأطفال وليس بطفل واحد كما تقول وتتمنى السعادة لكل أم والطاعة والاحترام والحب من كل الأبناء حتى تكون الكفة راجحة لأن هناك من الأمهات من تتمنى أنها لم تنجب لما ترى من الظلم والقهر من أبناءها وهذا ما يخالف لقول الله وقول الرسول فقد قال تعالى ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً) [ الإسراء / 23 ] وفي حديث (عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : ثم أمك ، قال : ثم من ؟ قال : ثم أمك ، قال : ثم من ؟ قال أبوك . وفي روايات أخرى قال ابن بطال : مقتضاه أن يكون للأم ثلاثة أمثال ما للأب من البر، قال : وكان ذلك لصعوبة الحمل ثم الوضع ثم الرضاع فهذه تنفرد بها الأم وتشقى بها ثم تشارك الأب في التربية ، وقد وقعت الإشارة إلى ذلك في قوله تعالى ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهنٍ وفصاله في عامين ، فسوَّى بينهما في الوصاية ، وخص الأم بالأمور الثلاثة ، وقال القرطبي : المراد أن الأم تستحق على الولد الحظ الأوفر من البر ، وتقدَّم في ذلك على حق الأب عند المزاحمة ، وقال عياض : وذهب الجمهور إلى أن الأم تفضل في البر على الأب، وقيل : يكون برهما سواء. لم تكن الأخت / سمر اقل حظا من مثيلاتها ونصيبها كان ضئيلاً جداً في أن تكون صاحبة المشاعر الرقيقة والمرهفة تجاه الطفل الذي كثيراً ما انتظرته لذلك طلبت الطلاق من زوجها بعد شراكة أثنى عشر سنة كان الأمل فيها يتناقص يوما بعد يوم معلنة له أنها لا تستطيع العيش في الحياة دون أن تكون أم ولسوء طالعها تزوجت سمر من رجل أخر لكن قدرها الحرمان من الإحساس بهذه العاطفة التي تخلت عن أمور كثيرة لأجلها ؟؟
* الخلفية التاريخية لعيد الأم :ـ
يظل عيد الأم مناسبة يقلل من شأنها الكثير بحجة أن الأم تكرم في كل وقت وليس في يوم واحد في السنة، وهناك من يرى انه يوم رمزي تعطى فيه الأم هدية رمزية ليس معناها إنها لا تذكر إلا في هذا اليوم، ولكنه تكريم واحتفاء بها خاصة وان هناك كثير من الالتزامات تسقط في زحمة ومعمعة الحياة. ويزعم بعض المؤرخين أن عيد الأم كان قد بدأ عند الإغريق في احتفالات عيد الربيع، وكانت هذه الاحتفالات مهداة إلى الإله الأم " ري ا" زوجة " كرونس " الإله الأب، وفي روما القديمة كان هناك احتفال مشابه لهذه الاحتفالات كان لعبادة أو تبجيل " سيبل " - أم أخرى للآلهة. وقد بدأت الأخيرة حوالي 250 سنة قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام؛ وهذه الاحتفالات الدينية عند الرومان كانت تسمى " هيلاريا " وتستمر لثلاثة أيام من 15 إلى 18 مارس.
* وقفة أخيرة !
يظل الكلام ناقص مهما اكتمل عن هذه الأم وعن هذه الكلمة التي لا تفارق شفاه الجميع وحروف تلازمنا قد لا نجيد لأجلها فن التعبير لأنه ينتهي عندما نبدأ بوصفها لكننا نجيد لغة الانحناء لتقبيل | |
|