Admin Admin
المساهمات : 105 تاريخ التسجيل : 06/03/2009
| موضوع: نساء موريتانيا الثلاثاء مارس 10, 2009 10:28 am | |
| موريتانيا ذلك الوطن البعيد الممتد على شواطئ الأطلسي في غرب أفريقيا يقيم انتخابات نيابية في الموعد الذي حدده رجال قاموا بتغيير حاكم جلس على كرسي الرئاسة لمدة عقدين. المهم في هذا الحدث هو القانون الذي تم بموجبه إجراء الانتخابات وإعطاء النساء 20% من مقاعد مجلس النواب والبلديات. بداية جديدة لدولة يصنفها معظم العرب أنها “متخلفة” مع تحفظنا على استخدام تعبير التخلف حسب المواصفات الغربية. من يقابل مواطنا موريتانيا يكتشف أن القيم العربية الأصيلة تعيش في ديار العرب في غرب الوطن تماما كما في شرقه ، فالعروبة وقيمها والصحراء وبداوتها وكرم أهلها وحسهم العملي بالمساواة بين أفراد المجتمع رجالا ونساء تتجلى في موريتانيا كما ورد على لسان أحد أفراد المؤتمر القومي العربي الذي كان لي حظ الجلوس معه في مطار بيروت قبل عقد من الزمان. كان الحوار ينصب على أحداث العراق وكيف تفاعل المواطنون الموريتانيون مع الحصار ، وكيف أضرب أحد المواطنين ويدعى “عبدالسلام” عن الطعام تضامنا مع شعب العراق. إن هذه الأخبار عندنا تأتي من أبعد نقطة في غرب الوطن العربي لتخبرنا عن حس شعبنا الوفي بما يجري في أبعد نقطة في شرق الوطن العربي تدعونا لنعيد التفكير في قضية الوحدة العربية مهما كانت المعوقات ومهما عمل المستفيدون من تفتيت الوطن لعرقلة قيامها. نعود للذي يجري الآن ونقول: أننا هنا في الأردن طرحنا أكثر من مرة جملة تضاف لأي قانون جديد بشأن الانتخابات موجودة في أكثر من دولة اسكندنافية في قوانين الانتخابات ، “وهي على أن لا يقل تمثيل أحد الجنسين عن 20%”. وهذه الجملة تعفي المشرع من تهمة الانحياز لأي طرف ، فقد يأتي اليوم ويكون عدد النساء في المؤسسات التشريعية أكثر من عدد الرجال إذا كن كفؤات وقادرات على إقناع المنتخب بأهليتهن للنيابة ، هذا مع تأكيد أن المؤسسة التشريعية تحتاج للأكفاء مهما كان جنسه ، وهناك نقطة ثانية تخص نساء موريتانيا إذ أننا نراهن في وسائل الإعلام يلبسن الملابس الموريتانية التقليدية الجميلة مع غطاء الرأس المناسب ، وهذا يعني أن المظهر العام للمرأة لا يؤثر على أدائها تماما كالمظهر العام للرجل إذا كان يلبس ملابس “إفرنجية” أو عباءة عربية ، فهذه تظل ضمن المظاهر التي لا تؤخر ولا تقدم. ما نأمل في هذه الانتخابات في موريتانيا أن تعبر عن توجهات الشعب التي نعرف أنها يعربية ، وأن ما فرض على موريتانيا من تمثيل لدبلوماسية العدو من قبل الحكم السابق قد تلغيه الإرادة الحرة للشعب ، لأن لا مصلحة لهم في هذه العلاقة غير المتكافئة ، والأجدى هو حل المشاكل مع الجوار العربي وبناء علاقات أفضل مع الشعوب العربية والافريقية لتنمية موريتانيا بسواعد أبنائها وليس بمساعدة من يطمع في ثرواتها وموقعها. هذه تحية لموريتانيا وللزميل الدكتور “عبدالله ولدداه” الذي غير من رؤيتنا لوطنه الأصيل. وتحية للمشرع الذكي الذي رفع من شأن نصف المجتمع الموريتاني ليكون عبرة لمن يدعون أنهم أكثر تقدما من الوطن الموريتاني
| |
|